دليل الزيارة في المدينة المنوّرة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ﴿120 سورة التوبة﴾

المدينة المنوّرة



أساطين المسجد النبوي

الأساطين جمع اسطوانة وهي العمود والسارية التي يقوم عليها البناء، وأساطين المسجد النبوي الشريف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت من جذوع النخل ، وورد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى بعضها أكلته الأَرَضة فأبدل بها أعمدة أخرى من الخشب، ولكن عمر رضي الله عنه غيّر أعمدة المسجد النبوي، وبناها باللَّبِن لأول مرة ولم يغير مكانها.
وكذلك الخلفاء الذين جددوا ووسعوا المسجد النبوي الشريف بعده لم يغيروا مكان أعمدته على مر الزمان، وهو ما ترك للمسلمين فرصة التعرف على مكان هذه الأعمدة، وتوخي ما ورد في أمكنتها من فضل وبركة.
وكان الصحابة والسلف من بعدهم يتحرون الصلاة عند تلك الأعمدة أو الأساطين التي كانت لا تخلو من جلوس النبي صلى الله عليه وسلم ونومه وتهجده بل وحياته.
وبما أن جلوسه صلى الله عليه وسلم كان عند هذه الأسطوانات تحديدًا فكانت هذه الأعمدة محلا لنزول الكثير من الآيات القرآنية، وورود الأحاديث النبوية، وارتياد جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.